من مجريات الحياة اليومية -2
كان الجو اليوم رائعاً للغاية، بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت البارحة. قررتُ أن أزور مع أصدقائي الأعزاء حديقة "أشوكا" الواقعة في ذاكر نغر بمدينة دلهي، انطلقنا سيراً على الأقدام مباشرةً بعد أداء صلاة العصر، فما هو إلا زمنٌ يسيرٌ حتى كنا بين مناظر تبهج لها النفوس وتطمئن لها القلوب.
و الأشجار تبين الجمال و تقف الشامخة و تحتضن الزوار بظلالها و ترحب بالزائرين، و الأطفال يلعبون أنواعاً مختلفة من الألعاب و كذلك الكبار يلعبون كرة القدم و الكريكيت ، و كانت الطيور تمرح بين أفنائها. جلسنا على ضفاف البركة، نتبادل الآراء والأحاديث، مستمتعين بتلك المشاهد الساحرة، ونقلب الطرف بين الأزهار والأشجار و نشاهد الناس يمارسون التمارين الرياضية و بعضهم يتجولون على العشب الأخضر. وكل منهم يشعرون بالبهجة.
بعد ذلك، عدنا لنحتسي كوباً من الشاي مع بعض السمبوسة و توجهنا إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، والقلوب مفعمة بالفرح والسرور.
في صباح اليوم نفسه، حوالي الساعة الحادية عشرة، كنت جالساً في الكرسي الوثير، أقرأ الأخبار في صحيفة "الأيام" الفلسطينية و لكن صورة بالصفحة الأولى هزت القلب بشدة، مواطنة كانت تبكي و تحتضن جثمان طفلها الشهيد قبيل تشييعه في خان يونس.
أي ذنب اقترفه هذا الطفل البريء؟
إلى متى سيتواصل العدوان على غزة؟
متى ستتوقف هذه الحرب؟
اللهم احفظ أهل فلسطين و غزة و انصرهم نصراً عزيزاً. آمين يارب العالمين!
ظفر هاشم المباركفوري
30 يونيو 2025م
04 مُحرَّم الحرام 1447هـ